باب التواضع وخفض الجناح للمؤمنين
قال اللَّه تعالى: { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } .
وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } .
وقال تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم } .
وقال تعالى: { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } .
وقال تعالى:{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللَّه برحمة؟! ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
602- وعن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ » رواه مسلم .
603- وعَنْ أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً ، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ » رواه مسلم.
604- وعن أَنس رضي اللَّه عنه أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبيانٍ فَسَلَّم عَلَيْهِم وقال : كان النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَفْعَلُهُ . متفقٌ عليه .
605- وعنه قال : إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ . رواه البخاري .
606- وعن الأسوَد بنِ يَزيدَ قال : سُئلَتْ عَائِشَةُ رضيَ اللَّه عنها : ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ ؟ قالت : كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ يَعني : خِدمَةِ أَهلِه فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة ، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ ، رواه البخاري .
607- وعن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال : انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ . فقلتُ : يا رسولَ اللَّه ، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ ، فَقَعَدَ عَلَيهِ ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه ، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ ، فأَتمَّ آخِرَهَا . رواه مسلم .
608- وعن أَنسٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان إِذَا أَكَلَ طَعَاماً لَعِقَ أَصابِعه الثلاثَ قال : وقال : « إِذَا سَقطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ ، فَلْيُمِطْ عَنْها الأَذى ، ولْيأْكُلْها ، وَلا يَدَعْها للشَّيْطَانِ » وَأَمَر أَنْ تُسْلَتَ القَصْعَةُ قالَ : « فَإِنَّكُمْ لا تدْرُونَ في أَيِّ طَعامِكُمُ البَركَةُ» رواه مسلم .
609- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « ما بعثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلاَّ رعى الغنَمَ »قالَ أَصحابه : وَأَنْتَ ؟ فقال :« نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ » رواهُ البخاري .
610- وعنهُ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ . وَلَوْ أُهْدى إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ » رواهُ البخاري .
611- وعن أَنسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : كَانَتْ نَاقَةُ رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم العَضْبَاءُ لاَ تُسبَقُ، أو لا تكَادُ تُسْبَقُ ، فَجَاءَ أَعْرابيٌّ عَلى قَعُودٍ لهُ ، فَسبقَها ، فَشَقَّ ذلك عَلى المُسْلمِينَ حَتَّى عَرفَهُ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ:«حَقٌّ عَلى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَيء مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ» رواهُ البخاري.
باب تحريم الكِبْر والإِعجاب
قال اللَّه تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين } .
وقال تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحاً } .
وقال تعالى: { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن اللَّه لا يحب كل مختال فخور } .
ومعنى { تصعر خدك للناس } : أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.
و { المرح } : التبختر.
وقال تعالى: { إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب الفرحين } إلى قوله تعالى: { فخسفنا به وبداره الأرض } الآيات.
612- وعن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ رضيَ اللَّهُ عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ » فقال رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حسناً ، ونعلهُ حسنا قال : « إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ » رواه مسلم .
بَطَرُ الحقِّ : دفْعُهُ وردُّهُ على قائِلِهِ . وغَمْطُ النَّاسِ : احْتِقَارُهُمْ .
613- وعنْ سلمةَ بنِ الأَكْوع رضي اللَّه عنه أَن رجُلاً أَكَل عِنْدَ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بشِمالِهِ فقال : « كُلْ بِيَمِينِكَ » قالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ، قال : « لا اسْتَطَعْتَ » مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الكبْرُ . قال: فما رَفَعها إِلى فِيهِ . رواه مسلم .
614- وعن حَارثَةَ بنِ وهْبٍ رضي اللَّه عنه قال : سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟ : كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ » متفقٌ عليه . وتقدَّم شرحُه في باب ضَعفَةِ المسلمينَ .
615- وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ ، فقالت النَّارُ : فيَّ الجَبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ ، وقالَتِ الجنَّةُ : فيَّ ضُعَفاءُ النَّاسِ ومَسَاكِينُهُمْ . فَقَضَى اللَّه بيْنَهُمَا : إِنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتي ، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وإِنَّكِ النَّارُ عذَابي ، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، ولِكِلَيْكُما عليَّ مِلْؤُها » رواهُ مسلم .
616- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا يَنْظُرُ اللَّه يَوْم القِيامةِ إِلى مَنْ جَرَّ إِزارَه بَطَراً » متفقٌ عليه .
617- وعنه قال : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ثَلاثةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زانٍ ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ ، وعائلٌ مُسْتَكْبِرٌ» رواهُ مسلم « العائِلُ » : الفَقِير .
618- وعنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قال اللَّه عزَّ وجلَّ :العِزُّ إِزاري ، والكِبْرياءُ رِدَائِي ، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقدْ عذَّبتُه » رواه مسلم .
619- وعنْه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نفْسُه ، مرَجِّلٌ رأسَه ، يَخْتَالُ في مَشْيَتِهِ ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ ، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إلى يوْمِ القِيامةِ » متفقٌ عليه .
« مُرجِّلٌ رَأْسَهُ » أَي : مُمَشِّطُهُ . « يَتَجلْجَلُ » بالجيمين : أَيْ : يغُوصُ وينْزِلُ .
620- وعن سَلَمَة بنِ الأَكْوع رضيَ اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللِّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا يزَالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِنفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ في الجَبَّارينَ ، فَيُصِيبُهُ ما أَصابَهمْ » رواهُ الترمذي وقال : حديث حسن .
« يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ » أَي : يَرْتَفعُ وَيَتَكَبَّرُ .
قال اللَّه تعالى: { واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } .
وقال تعالى: { يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي اللَّه بقوم يحبهم ويحبونه، أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين } .
وقال تعالى: { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى، وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا؛ إن أكرمكم عند اللَّه أتقاكم } .
وقال تعالى: { فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى } .
وقال تعالى:{ ونادى أصحاب الأعراف رجالاً يعرفونهم بسيماهم قالوا: ما أغنى عنكم جمعكم وما كنتم تستكبرون، أهؤلاء الذين أقسمتم لا ينالهم اللَّه برحمة؟! ادخلوا الجنة لا خوف عليكم ولا أنتم تحزنون}.
602- وعن عِيَاضِ بنِ حِمَارٍ رضي اللَّه عنه قال : قال رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « إِن اللَّه أَوحَى إِليَّ أَنْ تَواضَعُوا حتى لا يَفْخَرَ أَحَدٌ عَلى أَحدٍ ، ولا يَبغِيَ أَحَدٌ على أَحَدٍ » رواه مسلم .
603- وعَنْ أبي هريرة رضي اللَّه عنه أَن رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « ما نَقَصَتْ صَدقَةٌ من مالٍ ، وما زاد اللَّه عَبداً بِعَفوٍ إِلاَّ عِزّاً ، ومَا تَوَاضَعَ أَحَدٌ للَّهِ إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ » رواه مسلم.
604- وعن أَنس رضي اللَّه عنه أَنَّهُ مَرَّ عَلَى صِبيانٍ فَسَلَّم عَلَيْهِم وقال : كان النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَفْعَلُهُ . متفقٌ عليه .
605- وعنه قال : إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِن إِمَاءِ المَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ، فَتَنْطَلِقُ بِهِ حَيثُ شَاءَتْ . رواه البخاري .
606- وعن الأسوَد بنِ يَزيدَ قال : سُئلَتْ عَائِشَةُ رضيَ اللَّه عنها : ما كانَ النَّبِيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يَصنعُ في بَيْتِهِ ؟ قالت : كان يَكُون في مِهْنَةِ أَهْلِهِ يَعني : خِدمَةِ أَهلِه فإِذا حَضَرَتِ الصَّلاة ، خَرَجَ إِلى الصَّلاةِ ، رواه البخاري .
607- وعن أبي رِفَاعَةَ تَميم بن أُسَيدٍ رضي اللَّه عنه قال : انْتَهَيْتُ إِلى رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وهو يَخْطُبُ . فقلتُ : يا رسولَ اللَّه ، رجُلٌ غَرِيبٌ جَاءَ يَسْأَلُ عن دِينِهِ لا يَدري مَا دِينُهُ ؟ فَأَقْبَلَ عَليَّ رسولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم وتَركَ خُطْبتهُ حتى انتَهَى إِليَّ، فَأُتى بِكُرسِيٍّ ، فَقَعَدَ عَلَيهِ ، وجَعَلَ يُعَلِّمُني مِمَّا عَلَّمَه اللَّه ، ثم أَتَى خُطْبَتَهُ ، فأَتمَّ آخِرَهَا . رواه مسلم .
608- وعن أَنسٍ رضي اللَّه عنه أَنَّ رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان إِذَا أَكَلَ طَعَاماً لَعِقَ أَصابِعه الثلاثَ قال : وقال : « إِذَا سَقطَتْ لُقْمَةُ أَحَدِكُمْ ، فَلْيُمِطْ عَنْها الأَذى ، ولْيأْكُلْها ، وَلا يَدَعْها للشَّيْطَانِ » وَأَمَر أَنْ تُسْلَتَ القَصْعَةُ قالَ : « فَإِنَّكُمْ لا تدْرُونَ في أَيِّ طَعامِكُمُ البَركَةُ» رواه مسلم .
609- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه ، عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « ما بعثَ اللَّهُ نَبِيّاً إِلاَّ رعى الغنَمَ »قالَ أَصحابه : وَأَنْتَ ؟ فقال :« نَعَمْ كُنْتُ أَرْعَاهَا على قَرارِيطَ لأَهْلِ مَكَّةَ » رواهُ البخاري .
610- وعنهُ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : لَوْ دُعِيتُ إِلى كُراعٍ أَوْ ذِرَاعٍ لقبلتُ . وَلَوْ أُهْدى إِليَّ ذِراعٌ أَو كُراعٌ لَقَبِلْتُ » رواهُ البخاري .
611- وعن أَنسٍ رضي اللَّهُ عنه قال : كَانَتْ نَاقَةُ رَسُول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم العَضْبَاءُ لاَ تُسبَقُ، أو لا تكَادُ تُسْبَقُ ، فَجَاءَ أَعْرابيٌّ عَلى قَعُودٍ لهُ ، فَسبقَها ، فَشَقَّ ذلك عَلى المُسْلمِينَ حَتَّى عَرفَهُ النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فَقَالَ:«حَقٌّ عَلى اللَّهِ أَنْ لاَ يَرْتَفِعَ شَيء مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ وَضَعَهُ» رواهُ البخاري.
باب تحريم الكِبْر والإِعجاب
قال اللَّه تعالى: { تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً، والعاقبة للمتقين } .
وقال تعالى: { ولا تمش في الأرض مرحاً } .
وقال تعالى: { ولا تصعر خدك للناس ولا تمش في الأرض مرحاً، إن اللَّه لا يحب كل مختال فخور } .
ومعنى { تصعر خدك للناس } : أي تميله وتعرض به عن الناس تكبراً عليهم.
و { المرح } : التبختر.
وقال تعالى: { إن قارون كان من قوم موسى فبغى عليهم، وآتيناه من الكنوز ما إن مفاتحه لتنوء بالعصبة أولي القوة، إذ قال له قومه لا تفرح إن اللَّه لا يحب الفرحين } إلى قوله تعالى: { فخسفنا به وبداره الأرض } الآيات.
612- وعن عبدِ اللَّهِ بن مسعُودٍ رضيَ اللَّهُ عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا يَدْخُل الجَنَّةَ مَنْ كَانَ في قَلْبِهِ مثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ كِبرٍ » فقال رَجُلٌ : إِنَّ الرَّجُلَ يُحِبُّ أَنْ يَكُونَ ثَوْبُه حسناً ، ونعلهُ حسنا قال : « إِنَّ اللَّه جَمِيلٌ يُحِبُّ الجَمالَ الكِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ وغَمْطُ النَّاسِ » رواه مسلم .
بَطَرُ الحقِّ : دفْعُهُ وردُّهُ على قائِلِهِ . وغَمْطُ النَّاسِ : احْتِقَارُهُمْ .
613- وعنْ سلمةَ بنِ الأَكْوع رضي اللَّه عنه أَن رجُلاً أَكَل عِنْدَ رسولِ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم بشِمالِهِ فقال : « كُلْ بِيَمِينِكَ » قالَ : لاَ أَسْتَطِيعُ ، قال : « لا اسْتَطَعْتَ » مَا مَنَعَهُ إِلاَّ الكبْرُ . قال: فما رَفَعها إِلى فِيهِ . رواه مسلم .
614- وعن حَارثَةَ بنِ وهْبٍ رضي اللَّه عنه قال : سَمِعْتُ رسُولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم يقولُ : «أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَهْلِ النَّارِ ؟ : كُلُّ عُتُلٍّ جَوَّاظٍ مُسْتَكْبِرٍ » متفقٌ عليه . وتقدَّم شرحُه في باب ضَعفَةِ المسلمينَ .
615- وعن أبي سعيدٍ الخُدريِّ رضيَ اللَّهُ عنه ، عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « احْتَجَّتِ الجَنَّةُ والنَّارُ ، فقالت النَّارُ : فيَّ الجَبَّارُونَ والمُتَكَبِّرُونَ ، وقالَتِ الجنَّةُ : فيَّ ضُعَفاءُ النَّاسِ ومَسَاكِينُهُمْ . فَقَضَى اللَّه بيْنَهُمَا : إِنَّكِ الجَنَّةُ رَحْمَتي ، أَرْحَمُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ وإِنَّكِ النَّارُ عذَابي ، أُعَذِّبُ بِكِ مَنْ أَشَاءُ ، ولِكِلَيْكُما عليَّ مِلْؤُها » رواهُ مسلم .
616- وعن أبي هُريرة رضي اللَّه عنه أَن رسولَ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « لا يَنْظُرُ اللَّه يَوْم القِيامةِ إِلى مَنْ جَرَّ إِزارَه بَطَراً » متفقٌ عليه .
617- وعنه قال : قالَ رسُولُ اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « ثَلاثةٌ لاَ يُكَلِّمُهُمُ اللَّه يَوْمَ القِيامَةِ ، وَلا يُزَكِّيهِمْ ، وَلاَ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ ، وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ : شَيْخٌ زانٍ ، ومَلِكٌ كَذَّابٌ ، وعائلٌ مُسْتَكْبِرٌ» رواهُ مسلم « العائِلُ » : الفَقِير .
618- وعنه قال : قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « قال اللَّه عزَّ وجلَّ :العِزُّ إِزاري ، والكِبْرياءُ رِدَائِي ، فَمَنْ يُنَازعُني في واحدٍ منهُما فقدْ عذَّبتُه » رواه مسلم .
619- وعنْه أَنَّ رسولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال : « بيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي في حُلَّةٍ تُعْجِبُه نفْسُه ، مرَجِّلٌ رأسَه ، يَخْتَالُ في مَشْيَتِهِ ، إِذْ خَسَفَ اللَّهُ بِهِ ، فهو يَتَجَلْجَلُ في الأَرْضِ إلى يوْمِ القِيامةِ » متفقٌ عليه .
« مُرجِّلٌ رَأْسَهُ » أَي : مُمَشِّطُهُ . « يَتَجلْجَلُ » بالجيمين : أَيْ : يغُوصُ وينْزِلُ .
620- وعن سَلَمَة بنِ الأَكْوع رضيَ اللَّه عنه قال : قال رسُولُ اللِّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : « لا يزَالُ الرَّجُلُ يَذْهَبُ بِنفْسِهِ حَتَّى يُكْتَبَ في الجَبَّارينَ ، فَيُصِيبُهُ ما أَصابَهمْ » رواهُ الترمذي وقال : حديث حسن .
« يَذْهَبُ بِنَفْسِهِ » أَي : يَرْتَفعُ وَيَتَكَبَّرُ .
الخميس نوفمبر 06, 2014 9:50 am من طرف دهب ايلول
» الظلم والفساد المنتشر فى الشركه
الأربعاء أكتوبر 22, 2014 7:06 pm من طرف هيرو
» الى المهندس / محمد فتحى موسى
الجمعة أكتوبر 10, 2014 11:13 pm من طرف براء
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه
الأحد أغسطس 17, 2014 12:50 pm من طرف براء
» ممكن استفسار بعد اذنكم ضرووووووووري
الثلاثاء أغسطس 05, 2014 1:32 am من طرف أحمد جوده
» كل عام و انتم بخير
الثلاثاء يوليو 22, 2014 9:49 pm من طرف سعيد عبدالهادى
» موقع وموقف منتدي انابيب البترول
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:38 pm من طرف محمد سعد
» صندوق الزماله كلاكيت تانى مره
الثلاثاء مايو 13, 2014 1:36 am من طرف مجدى عبد التواب سيد أحمد
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه القصوى
الإثنين مايو 05, 2014 8:28 pm من طرف براء