السادس من أكتوبر 1973
أستيقظ محمد من نومه في الخامسه صباحا كما تعود طوال الفترة السابقه ، وتوضأ وصلي الصبح وقرب الساعه التاسعه صباحا ، لبس ملابسه العسكريه وفتح الظرف ليجد جمله واحده فقط تتوسط الصفحه
((عد الي قاعدتك فورا))
فتلألأت عينيه لوهله وايقن ان شيئا ما سيحدث ، فأسرع الي الشارع حيث أستقل سيارة خاصه توصله مباشرة الي المطار .
أما عمر فقد تسارعت دقات قلبه بصورة غريبه وهو يقرأ تلك الكلمات، وبسرعه أرتدي ملابسه وسط دهشه زوجته وانطلق الي المطار .
أما طارق فقد ارتدي بقيه ملابسه وهو في سيارته يسارع الريح متجهها نحو المطار
كانت عقارب الساعه تشير الي الحاديه عشر والنصف عندما بدأ توافد الطيارين علي المطار ، فحضر كل منهم بأسرع وسيله ، كانت وجوه الرجال تمتلئ فضول وترقب ، فوجدوة أحمد في مكتبه يقوم ببعض الاعمال المكتبيه العاديه ، وتبعا لاوامره فقد قام كل الطيارين بتغيير ملابسهم ولبس ملابس الطيران .
وفور انتهاء وصول جميع الطيارين ، كانت الساعه قد قاربت علي الثانيه عشر ظهرا ، فأجتمع احمد بهم وملامحه تملأها الجديه الكامله ، وقام بفرد خريطه سيناء علي الحائط ،بدلا من خريطه المشروع التدريبي وأستدار قائلا (( صدرت لنا الاوامر بالعبور وأ.......))
لم يكمل احمد جملته فقد قطعتها ثورة من جميع الطيارين الذين هبوا واقفين مكبرين فرحين محتضنيين بعضهم البعض ، شعور لا يمكن وصفه أحس به كل طيار ، حتي محمد الذي كانت ابتساماته وضحكاته نادرة الحدوث خلال الست سنوات الماضيه .
هرع وليد محتضنا أحمد في خضم شلالات من السعاده والفرحه والتكبير والتهليل لمصر ، ولم يستطع احمد التحكم في مشاعره او مشاعر طياريه الذين انهمرت دموع الفرع منهم بلا استثناء ، فأحتضنوا بعضهم البعض في فرحه وسعاده شديدين ، فلا يمكن بأي حال من الاحوال وصف مشاعر هؤلاء الرجال في تلك اللحظه ، فبعد ويلات ست سنوات وبعد ان تجرعوا مرارة الهزيمه طوال هذه السنوات حانت اللحظه التي يخرجون فيها ما بداخلهم من غضب وثأر وغضب وكراهيه ،فقال محمد بصوت يملئه الدموع
(( اخيرا.. أخيرا يا فندم بعد ست سنين الاوامر وصلت ؟)) عمر منفسا عما بصدرة (( يااااه ... ده زمن تاني ))
طارق بحماسه ووسط دموعه (( مش مهم كام سنه عدت ، المهم اللي جاي ، أنا مش مصدق نفسي إني عشت وشفت اليوم اللي هنرد بيه ، وبأذن الله هننتصر ))
أحمد بحماس (( بأذن الله ))
أمسك عمر بأيه الكرسي المدلاه في عنقه وقبلها ، فكل شئ يهون الان في سبيل الوطن
وبعد دقائق أمر احمد طياريه بالنظام والتركيز الشديد لانه سيقوم بالتلقين الابتدائي قائلا بحماسه شديده
(( مستعينا بالله وبرجال السرب 77 قتال ، أبدأ تلقين الضربه الجويه )) ثم اخرج مظروفا بني اللون من الخزينه الخاصه به وأستكمل
(( مهمه السرب 77 في ساعه الصفر هي تدمير مقر قياده العدو المتقدم في منطقه أم مرجم وتعطيله ، مما يؤدي الي شلل مؤقت في الاتصالات للعدو ، مما يُمَكن باقي القوات الجويه من العمل بحريه أكثر)) ثم صمت احمد لثوان ناظرا لرجاله الممتلئين حماسه وفخر وأستطرد
((مهمتنا حيويه جدا والاختيار اننا نضرب مقر القياده المتقدم كان لكفاءتنا في التدريب ، ومن المهم جدا جدا اننا نضرب مركز القياده ده ونشل الاتصالات فيه حتي يمكن لباقي الطيارات المهاجمه انها تدمر اهدافها بنجاح ))
وليد متسائلا (( وايه الاهداف وعدد الطيارات ))
أحمد (( تقريبا مائتين طيارة هتعبر القناه في وقت واحد بس احنا هنكون في المقدمه ومحمد هيكون اول واحد يعدي ويضرب عشان يفتح لنا الطريق لضرب مركز القياده المتقدم ، ولو لقدر الله مقدرناش نضرب مركز القياده ، فباقي الطيارات ممكن تقابل صعوبه لان مركز القياده هيكون أنذر المطارات الاسرائيليه في العمق ،عشان كده الثانيه لها حساب ، أما عن الاهداف العامه فقاذفتنا هتهاجم مراكز الشوشرة والاعاقه ومركزين قياده تانيين وتجمعات صواريخ هوك وتجمعات الدبابات ومناطق شئون اداريه والاتصالات، وعدد من المطارات المتقدمه))
ثم تساءل أحمد مستفزا (( تفتكروا هتقدروا تكونوا عن حسن ظن مصر بيكم ؟؟))
هتف الجميع بالايجاب وقد علت الحماسه مرة أخري ، فبدأ أحمد بسعاده في شرح بعض الامور الفنيه كممرات الطيران الامنه وطرق الاقتراب من الهدف فقاطعه عمر (( احنا خلاص حفظنا الطريق من كتر ما اتدربنا علي الهدف )) فتابع احمد وأكد ان ثقه مصر في رجال السرب لا حدود لها لذلك فهم سيكونون اول من يعبر القناه بهدف فتح الطريق لبقيه الطائرات ، فرد عليه طارق (( والله لو الامور تعقدت لاكون داخل بطيارتي في مركز القياده مدمره ))
أحمد مقاطعا بحسم (( احنا تدربنا علي ضرب الهدف اكتر من خمسين مرة ومفيش بأذن الله اي تعقيدات وإن شاء الله زي ما طلعنا مع بعض هنرجع كلنا ، لان ثقتي فيكم ملهاش حدود))
الهبت كلمات احمد مشاعر الرجال المشتعله فزادتها حماسه وإصرار ، فأكمل احمد شرحه ((وقبل اخر ضوء هتحصل ضربه تانيه لنفس الاهداف ، لكن دورنا هيكون من لحظه رجعونا من الضربه الاولي هو الدفاع الجوي والقتال الجوي فقط ، فبعد اول طلعه ، هنرجع بأذن الله ونحمل صواريخ عشان الرد الجوي الاسرائيلي هيكون عنيف جدا، وهنكون في طيارتنا جاهزين ومستعدين ))
طائرة ميج مصرية تستعد للاقلاعوتساءل خالد عن توقيت الهجوم ، ورد أحمد (( بأذن الله هنكون فوق نقطه التجمع الساعه اتنين واربع دقايق بالضبط ودي تعليمات القياده ، عشان نتجمع مع بقيه الاسراب في نقطه واحده ونقودهم الي داخل سينا ، وهتعدي طياراتنا من عده ممرات علي الجبهه وتحت أي ظرف لازم نلتزم بالممرات دي والا الدفاع الجوي المصري هيضرب علينا)) ثم أمر الطيارين بالانصراف والاطمئنان علي طائراتهم ، فخرج الطيارين في الساعه الثانيه عشر واربعين دقيقه يجرون فرحا نحو طائراتهم ، قابلهم فرح مماثل من بقيه الطيارين بالمطار والذين عرفوا الخبر منذ لحظات أيضا ، فأحتضن الطيارين بعضهم البعض في سعاده فرحين ، وهم يهتفون بأسم مصر عاليا ،ثم انصرفوا الي دشم طائراتهم في سعاده يزفون الخبر الي الفنيين الذين قابلوا الخبر بسعاده لا توصف ، وعلي الفور شرع كل طيار وطاقمه الفني في تأكيد جاهزيه طائرته واستعدادها التام
وفي الساعه الواحده وعشرين دقيقه جمع احمد طياريه ملقنا أياهم التلقين الاخير ، ولم يكن يختلف عن سابقه في شئ ، فقد كانت الاشارات من مركز العمليات تدل علي ان كل شئ طبيعي ،كما أستمع الرجال الي البيان العسكري الاول وهو بيان وهمي الذي أشار الي قياه القوات الجويه الاسرائيليه بقصف مواقع مصريه علي خليج السويس ، وكان هذا البيان اشارة تأكيد علي ان عجله الحرب قد دارت بالفعل
وبنظرة ثاقبه مليئه بالثقه صافح احمد طياريه بقوة ، وأحتضن كل منهم مبلغا أياهم بفخرة بالعمل مع رجال لهم هذا المعدن الصلب والتفاني والتضحيه ، ثم طلب احمد منهم سرعه التوجه للطائرات مرة اخري حيث سيمر علي كل طيار للتأكد من جاهزيته .
وفي الواحده وخمس وخمسون دقيقه بدأت الطائرات في الخروج من الدشم الواحده تلو الاخري ، حيث سيلقع السرب 77 ومن خلفه تشكيل طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، ووسط نشاط الطائرات علي الممر كانت عيني أحمد تتابع من داخل كابينه الطائرة، طائرات سربه تتحرك في تناغم حتي اصطفت الطائرات الست علي اول الممر منتظرة الاذن بالاقلاع .
تحدث احمد في اللاسلكي (( دي يارجاله اللحظه التي انتظرناها ست سنين ، أفتكروا كل شهيد ضحي بنفسه في سبيل مصر ، أفتكروا زملائنا جمال شفيق وشريف المصري اللي واجهوا العدو بكل قوة ومخافوش من الموت – يا رجاله دي اللحظه التي هنحرر فيها سينا – قلوب وعيون ملايين المصريين والعرب منتظرة اللحظه دي ، منتظراكم تحققوا نتائج قويه عشان نمسح عار 67، أفتكروا أطفال بحر البقر وعمال مصنع ابو زعبل ، والاهم افتكروا اهالي كفر نور اللي وعدانهم اننا هناخذ بتارهم ))
وبداخل كابينه كل طائرة دار عقل الطيار بحماس مع ذكريات ست سنوات مضت من الهزيمه والعار والقتال والموت المحيط بكل منهم ،وأعداد الضحايا الذين ضحوا في سبيل هذا اليوم المشهود ، وكم مني كل منهم نفسه بتلك اللحظه التي يعبرون فيها القناه لقصف العدو فاتحين الباب اما جيشين مصريين كاملين لعبور القناه واستعاده مجد وشرف أمه هزمت في غفله من الزمن ، وها هم يبدأون في الاخذ بثأر شعب وأمه كامله ، وبينما العقول تعمل كمحركات طائراتهم ، أنطلقت الخرطوشه الخضراء معلنه الاذن بالاقلاع ، وتعالي صوت احمد في اللاسلكي
(( علي بركه الله – الله أكبر)) وتعالي وراءة صوت تكبير الطيارين.
أنطلقت الطائرات تشق عنان السماء متخذه المسار الذي حُدد بدقه وكفاءة وعلي ارتفاع منخفض ، ومع مرور الثوان بدأت السماء تمتلئ بالطائرات المصريه بأختلاف انواعها تتجمع من مطاراتها المختلفه ، فتابع الجميع تشكيلات السوخوي القاذفه وتشكيلات الميج 17 وتشكيلات الميج 21 للحمايه ، وتشكيلات اخري من طراز الهوكر هنتر العراقيه الشقيقه تلتحم مع شقيقاتها المصريه في روعه وتناغم كبير ، كان منظرا رائعا لهذا العدد الكبير من الطائرات وهي تلتحم في تشكيل واحد ، فملئ الفخر والثقه كل خليه من خلايا الطيارين الشجعان ،وكما خُطط تماما ففي الدقيقه الرابعه من الساعه الثانيه وصلت الطائرات الي نقطه التجمع الرئيسيه ليلتحم معها تشكيل أخر قادم من مطار أخر بعيد ، عشرات الطائرات تلتحم في تشكيلات رباعيه وهي تتجه غربا وبداخل كل طائرة نسر جارح قاتل، وحش كاسر يريد الفتك بعدوة بلا رحمه
في تلك اللحظه يسمع أحمد نداء شفريا (( الاشباح تقود الطريق )) فيرد أحمد بالعلم ، ويأمر طياريه بفتح الحارق اللاحق لزياده سرعه الطائرات للقصوي، وبينما بوصله الطائرات تشير الي الشرق والي سيناء بالتحديد ، يبتعد السرب عن بقيه التشكيلات الاخري رويدا رويدا ، وكما تدرب الطيارون فقد طاروا علي ارتفاع منخفض ، ومن الكابينه كان يمكن رؤيه الوحدات البريه المصريه وطوابير الدبابات وقطع المدفعيه ،تستعد للحظه العبور في مشهد لا يمكن لاحد ان يتصورة في سيمفونيه من مليون جندي مصممين علي الثأر
الصمت بين الطيارين يغلف الاجواء لكن العقول تعمل في ضخب فها هي القناه تقترب ، ذلك الخط الازرق وسط صفرة الصحراء هو ما يقف بيننا وبين النيل من ذلك المحتل الغاصب لارضنا ، هذه المياه التي سيمر عليها بعد قليل خير اجناد الارض كافه ليردوا كرامتهم امام العالم .
وعلي الارض بينما الجنود في جديه يملئون قواربهم بالهواء تمهيدا للعبور ، يسمع احد الجنود صوت طائرات تقترب ، فيسأل قائده في قلق وخوف (( ننزل الدشمه يا فندم ؟؟ شكلها طيارات يهودي ))
فيصمت القائد الشاب وينظر الي تلك الطائرات المقبله من الغرب قائلا وهو يبتسم (( دول نسورنا ))
ووسط صمت مطبق علي ضفه القناه يعبر سرب الاشباح فوق رؤوس الجنود مطيحا بست سنوات من الانتظار والترقب وواضعا أمل وحماسه لا حدود لهما في قلب كل جندي وعلي الارض يشاهد نسور مصر يعبرون القناه في شجاعه وثقه متجهين نحو اهدافهم ، فتتعالي الجبهه في وقت واحد وبصوت رجل واحد
(( الله أكبر )) ، ويبتسم القائد الشاب وهو ينظر لجنوده في حماس ويساعدهم في ملئ القوارب بالهواء.
وفي الثانيه والدقيقه الخامسه يدوي صوت احمد في غرفه عمليات القوات الجويه
(( الاشباح عبرت القناه )) قالها احمد في ثقه وهدوء تام ، وبعد ثوان تنخفض الطائرات اكثر ، فالطريق امامهم خال من العوائق كما تدربوا وخططوا لتلك اللحظه و ينقرد محمد بالمقدمه كما خُطط تماما ويلقي بخزان الوقود الاضافي لزياده سرعته وتتزايد المسافه بينه وبين زملائه بسرعه
كانت عيني احمد تنظر من ان لاخر الي طياريه في طائراتهم مطمئنا عليهم ، ثم باشارة اخري من يدة بدأ السرب في ابطاء سرعته تاركين لمحمد فرصه لقصف رادار موقع الهوك المدافع عن مركز القياده
(( النسر الاصلع – الهدف علي مرمي البصر ))
رد احمد (( ربنا معاك ))
وبعد ثانيه واحده يصل صوت محمد حاملا كارثه لاحمد وللجميع (( المحرك وقف !!!! ))
ثم اعقب ذلك لحظه صمت يعقبها صوت احمد (( أفد يا نسر عن اصابتك ))
محمد (( المحرك وقف ومش راضي يدور تاني – انا محتفظ بسرعتي لسه ))
عم الارتباك عقول الجميع في السماء وفي غرفه العمليات بقياده القوات الجويه
وبعد ثانيتين يصل صوت محمد مرة اخري (( النسر الاصلع سيؤدي واجبه حتي الموت – الطريق سيفتح بأي شكل – أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - الله اكبر وتحيا مصر ))
ثم لحظه صمت يعقبها انفجار علي الافق يراه احمد من طائرته بوضوح فيأمر رجاله بالاستعداد وبكل حزم يقول (( هنضرب الهدف باي تمن )) ويرد الطيارين متجاوبين بحماسه بعد ان اعدوا اسلحتهم للضرب
الرئيس السادات والفريق سعد الشاذلي في غرفه عمليات القوات المسلحه قبل لحظات من العبورويظهر مقر القياده الاسرائيلي علي الافق وقد غلف الدخان السود سماءة ، وبنظرة خاطفه يلمح طارق رادار بطاريه الهوك يحترق وقد دمر تماما وسوي بالارض ، فيردد بحماس (( الطريق مفتوح يا فندم محمد دخل بطيارته في الرادار )) ومع قمه التركيز يضع احمد الهدف في دائرة الضرب وهو يردد (( الله اكبر- الله اكبر )) ثم يسقط قنابله ، ومن خلفه عمر ثم خالد ووليد في تناغم ، وتتعالي اصوات الانفجارات مدويه في الموقع الذي بدأ كل شبر فيه يحترق من جراء الاصابات الدقيقه ، ويؤكد طارق الاصابات ، ويأمر أحمد بعمل دورة قصف أخري مستخدمين الصواريخ ، وترتفع الطائرات وتقوم بعمل دورة رأسيه وتتخذ زاويه ضرب مطلقه صواريخها وهي تتجه غربا تاركه من خلفها اعمده الدخان الاسود تشق عنان السماء ، التحمت الطائرات في السماء عائده والصمت والسعاده تغلف كل منهم حتي أقتربت القناه مرة اخري وظهرت قوارب المشاه تهم بالنزول للعبور
وبينما طائرات السرب تتجه لمطارها ، أحس احمد بانه اصبح حرا طليقا ، خفيفا كالريشه بعد أن أرضي ضميرة وبدأ يأخذ فعليا بالثأر لاخوانه وزملائه ، لحظتها فقط ملئت الراحه جوانبه وعاد البريق لعينيه بعد ان غاب ست سنوات كامله
وفي غرفه عمليات القوات الجويه يأتي صوت أحمد عاليا مسموعا لكل من بها
((سرب الاشباح نفذ مهمته بنجاح – تم تدمير الهدف – خسرنا طائرة واحده - النسر الاصلع أستشهد – تحـــيا مــصـــــــــر))
أستيقظ محمد من نومه في الخامسه صباحا كما تعود طوال الفترة السابقه ، وتوضأ وصلي الصبح وقرب الساعه التاسعه صباحا ، لبس ملابسه العسكريه وفتح الظرف ليجد جمله واحده فقط تتوسط الصفحه
((عد الي قاعدتك فورا))
فتلألأت عينيه لوهله وايقن ان شيئا ما سيحدث ، فأسرع الي الشارع حيث أستقل سيارة خاصه توصله مباشرة الي المطار .
أما عمر فقد تسارعت دقات قلبه بصورة غريبه وهو يقرأ تلك الكلمات، وبسرعه أرتدي ملابسه وسط دهشه زوجته وانطلق الي المطار .
أما طارق فقد ارتدي بقيه ملابسه وهو في سيارته يسارع الريح متجهها نحو المطار
كانت عقارب الساعه تشير الي الحاديه عشر والنصف عندما بدأ توافد الطيارين علي المطار ، فحضر كل منهم بأسرع وسيله ، كانت وجوه الرجال تمتلئ فضول وترقب ، فوجدوة أحمد في مكتبه يقوم ببعض الاعمال المكتبيه العاديه ، وتبعا لاوامره فقد قام كل الطيارين بتغيير ملابسهم ولبس ملابس الطيران .
وفور انتهاء وصول جميع الطيارين ، كانت الساعه قد قاربت علي الثانيه عشر ظهرا ، فأجتمع احمد بهم وملامحه تملأها الجديه الكامله ، وقام بفرد خريطه سيناء علي الحائط ،بدلا من خريطه المشروع التدريبي وأستدار قائلا (( صدرت لنا الاوامر بالعبور وأ.......))
لم يكمل احمد جملته فقد قطعتها ثورة من جميع الطيارين الذين هبوا واقفين مكبرين فرحين محتضنيين بعضهم البعض ، شعور لا يمكن وصفه أحس به كل طيار ، حتي محمد الذي كانت ابتساماته وضحكاته نادرة الحدوث خلال الست سنوات الماضيه .
هرع وليد محتضنا أحمد في خضم شلالات من السعاده والفرحه والتكبير والتهليل لمصر ، ولم يستطع احمد التحكم في مشاعره او مشاعر طياريه الذين انهمرت دموع الفرع منهم بلا استثناء ، فأحتضنوا بعضهم البعض في فرحه وسعاده شديدين ، فلا يمكن بأي حال من الاحوال وصف مشاعر هؤلاء الرجال في تلك اللحظه ، فبعد ويلات ست سنوات وبعد ان تجرعوا مرارة الهزيمه طوال هذه السنوات حانت اللحظه التي يخرجون فيها ما بداخلهم من غضب وثأر وغضب وكراهيه ،فقال محمد بصوت يملئه الدموع
(( اخيرا.. أخيرا يا فندم بعد ست سنين الاوامر وصلت ؟)) عمر منفسا عما بصدرة (( يااااه ... ده زمن تاني ))
طارق بحماسه ووسط دموعه (( مش مهم كام سنه عدت ، المهم اللي جاي ، أنا مش مصدق نفسي إني عشت وشفت اليوم اللي هنرد بيه ، وبأذن الله هننتصر ))
أحمد بحماس (( بأذن الله ))
أمسك عمر بأيه الكرسي المدلاه في عنقه وقبلها ، فكل شئ يهون الان في سبيل الوطن
وبعد دقائق أمر احمد طياريه بالنظام والتركيز الشديد لانه سيقوم بالتلقين الابتدائي قائلا بحماسه شديده
(( مستعينا بالله وبرجال السرب 77 قتال ، أبدأ تلقين الضربه الجويه )) ثم اخرج مظروفا بني اللون من الخزينه الخاصه به وأستكمل
(( مهمه السرب 77 في ساعه الصفر هي تدمير مقر قياده العدو المتقدم في منطقه أم مرجم وتعطيله ، مما يؤدي الي شلل مؤقت في الاتصالات للعدو ، مما يُمَكن باقي القوات الجويه من العمل بحريه أكثر)) ثم صمت احمد لثوان ناظرا لرجاله الممتلئين حماسه وفخر وأستطرد
((مهمتنا حيويه جدا والاختيار اننا نضرب مقر القياده المتقدم كان لكفاءتنا في التدريب ، ومن المهم جدا جدا اننا نضرب مركز القياده ده ونشل الاتصالات فيه حتي يمكن لباقي الطيارات المهاجمه انها تدمر اهدافها بنجاح ))
وليد متسائلا (( وايه الاهداف وعدد الطيارات ))
أحمد (( تقريبا مائتين طيارة هتعبر القناه في وقت واحد بس احنا هنكون في المقدمه ومحمد هيكون اول واحد يعدي ويضرب عشان يفتح لنا الطريق لضرب مركز القياده المتقدم ، ولو لقدر الله مقدرناش نضرب مركز القياده ، فباقي الطيارات ممكن تقابل صعوبه لان مركز القياده هيكون أنذر المطارات الاسرائيليه في العمق ،عشان كده الثانيه لها حساب ، أما عن الاهداف العامه فقاذفتنا هتهاجم مراكز الشوشرة والاعاقه ومركزين قياده تانيين وتجمعات صواريخ هوك وتجمعات الدبابات ومناطق شئون اداريه والاتصالات، وعدد من المطارات المتقدمه))
ثم تساءل أحمد مستفزا (( تفتكروا هتقدروا تكونوا عن حسن ظن مصر بيكم ؟؟))
هتف الجميع بالايجاب وقد علت الحماسه مرة أخري ، فبدأ أحمد بسعاده في شرح بعض الامور الفنيه كممرات الطيران الامنه وطرق الاقتراب من الهدف فقاطعه عمر (( احنا خلاص حفظنا الطريق من كتر ما اتدربنا علي الهدف )) فتابع احمد وأكد ان ثقه مصر في رجال السرب لا حدود لها لذلك فهم سيكونون اول من يعبر القناه بهدف فتح الطريق لبقيه الطائرات ، فرد عليه طارق (( والله لو الامور تعقدت لاكون داخل بطيارتي في مركز القياده مدمره ))
أحمد مقاطعا بحسم (( احنا تدربنا علي ضرب الهدف اكتر من خمسين مرة ومفيش بأذن الله اي تعقيدات وإن شاء الله زي ما طلعنا مع بعض هنرجع كلنا ، لان ثقتي فيكم ملهاش حدود))
الهبت كلمات احمد مشاعر الرجال المشتعله فزادتها حماسه وإصرار ، فأكمل احمد شرحه ((وقبل اخر ضوء هتحصل ضربه تانيه لنفس الاهداف ، لكن دورنا هيكون من لحظه رجعونا من الضربه الاولي هو الدفاع الجوي والقتال الجوي فقط ، فبعد اول طلعه ، هنرجع بأذن الله ونحمل صواريخ عشان الرد الجوي الاسرائيلي هيكون عنيف جدا، وهنكون في طيارتنا جاهزين ومستعدين ))
طائرة ميج مصرية تستعد للاقلاعوتساءل خالد عن توقيت الهجوم ، ورد أحمد (( بأذن الله هنكون فوق نقطه التجمع الساعه اتنين واربع دقايق بالضبط ودي تعليمات القياده ، عشان نتجمع مع بقيه الاسراب في نقطه واحده ونقودهم الي داخل سينا ، وهتعدي طياراتنا من عده ممرات علي الجبهه وتحت أي ظرف لازم نلتزم بالممرات دي والا الدفاع الجوي المصري هيضرب علينا)) ثم أمر الطيارين بالانصراف والاطمئنان علي طائراتهم ، فخرج الطيارين في الساعه الثانيه عشر واربعين دقيقه يجرون فرحا نحو طائراتهم ، قابلهم فرح مماثل من بقيه الطيارين بالمطار والذين عرفوا الخبر منذ لحظات أيضا ، فأحتضن الطيارين بعضهم البعض في سعاده فرحين ، وهم يهتفون بأسم مصر عاليا ،ثم انصرفوا الي دشم طائراتهم في سعاده يزفون الخبر الي الفنيين الذين قابلوا الخبر بسعاده لا توصف ، وعلي الفور شرع كل طيار وطاقمه الفني في تأكيد جاهزيه طائرته واستعدادها التام
وفي الساعه الواحده وعشرين دقيقه جمع احمد طياريه ملقنا أياهم التلقين الاخير ، ولم يكن يختلف عن سابقه في شئ ، فقد كانت الاشارات من مركز العمليات تدل علي ان كل شئ طبيعي ،كما أستمع الرجال الي البيان العسكري الاول وهو بيان وهمي الذي أشار الي قياه القوات الجويه الاسرائيليه بقصف مواقع مصريه علي خليج السويس ، وكان هذا البيان اشارة تأكيد علي ان عجله الحرب قد دارت بالفعل
وبنظرة ثاقبه مليئه بالثقه صافح احمد طياريه بقوة ، وأحتضن كل منهم مبلغا أياهم بفخرة بالعمل مع رجال لهم هذا المعدن الصلب والتفاني والتضحيه ، ثم طلب احمد منهم سرعه التوجه للطائرات مرة اخري حيث سيمر علي كل طيار للتأكد من جاهزيته .
وفي الواحده وخمس وخمسون دقيقه بدأت الطائرات في الخروج من الدشم الواحده تلو الاخري ، حيث سيلقع السرب 77 ومن خلفه تشكيل طائرات اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، ووسط نشاط الطائرات علي الممر كانت عيني أحمد تتابع من داخل كابينه الطائرة، طائرات سربه تتحرك في تناغم حتي اصطفت الطائرات الست علي اول الممر منتظرة الاذن بالاقلاع .
تحدث احمد في اللاسلكي (( دي يارجاله اللحظه التي انتظرناها ست سنين ، أفتكروا كل شهيد ضحي بنفسه في سبيل مصر ، أفتكروا زملائنا جمال شفيق وشريف المصري اللي واجهوا العدو بكل قوة ومخافوش من الموت – يا رجاله دي اللحظه التي هنحرر فيها سينا – قلوب وعيون ملايين المصريين والعرب منتظرة اللحظه دي ، منتظراكم تحققوا نتائج قويه عشان نمسح عار 67، أفتكروا أطفال بحر البقر وعمال مصنع ابو زعبل ، والاهم افتكروا اهالي كفر نور اللي وعدانهم اننا هناخذ بتارهم ))
وبداخل كابينه كل طائرة دار عقل الطيار بحماس مع ذكريات ست سنوات مضت من الهزيمه والعار والقتال والموت المحيط بكل منهم ،وأعداد الضحايا الذين ضحوا في سبيل هذا اليوم المشهود ، وكم مني كل منهم نفسه بتلك اللحظه التي يعبرون فيها القناه لقصف العدو فاتحين الباب اما جيشين مصريين كاملين لعبور القناه واستعاده مجد وشرف أمه هزمت في غفله من الزمن ، وها هم يبدأون في الاخذ بثأر شعب وأمه كامله ، وبينما العقول تعمل كمحركات طائراتهم ، أنطلقت الخرطوشه الخضراء معلنه الاذن بالاقلاع ، وتعالي صوت احمد في اللاسلكي
(( علي بركه الله – الله أكبر)) وتعالي وراءة صوت تكبير الطيارين.
أنطلقت الطائرات تشق عنان السماء متخذه المسار الذي حُدد بدقه وكفاءة وعلي ارتفاع منخفض ، ومع مرور الثوان بدأت السماء تمتلئ بالطائرات المصريه بأختلاف انواعها تتجمع من مطاراتها المختلفه ، فتابع الجميع تشكيلات السوخوي القاذفه وتشكيلات الميج 17 وتشكيلات الميج 21 للحمايه ، وتشكيلات اخري من طراز الهوكر هنتر العراقيه الشقيقه تلتحم مع شقيقاتها المصريه في روعه وتناغم كبير ، كان منظرا رائعا لهذا العدد الكبير من الطائرات وهي تلتحم في تشكيل واحد ، فملئ الفخر والثقه كل خليه من خلايا الطيارين الشجعان ،وكما خُطط تماما ففي الدقيقه الرابعه من الساعه الثانيه وصلت الطائرات الي نقطه التجمع الرئيسيه ليلتحم معها تشكيل أخر قادم من مطار أخر بعيد ، عشرات الطائرات تلتحم في تشكيلات رباعيه وهي تتجه غربا وبداخل كل طائرة نسر جارح قاتل، وحش كاسر يريد الفتك بعدوة بلا رحمه
في تلك اللحظه يسمع أحمد نداء شفريا (( الاشباح تقود الطريق )) فيرد أحمد بالعلم ، ويأمر طياريه بفتح الحارق اللاحق لزياده سرعه الطائرات للقصوي، وبينما بوصله الطائرات تشير الي الشرق والي سيناء بالتحديد ، يبتعد السرب عن بقيه التشكيلات الاخري رويدا رويدا ، وكما تدرب الطيارون فقد طاروا علي ارتفاع منخفض ، ومن الكابينه كان يمكن رؤيه الوحدات البريه المصريه وطوابير الدبابات وقطع المدفعيه ،تستعد للحظه العبور في مشهد لا يمكن لاحد ان يتصورة في سيمفونيه من مليون جندي مصممين علي الثأر
الصمت بين الطيارين يغلف الاجواء لكن العقول تعمل في ضخب فها هي القناه تقترب ، ذلك الخط الازرق وسط صفرة الصحراء هو ما يقف بيننا وبين النيل من ذلك المحتل الغاصب لارضنا ، هذه المياه التي سيمر عليها بعد قليل خير اجناد الارض كافه ليردوا كرامتهم امام العالم .
وعلي الارض بينما الجنود في جديه يملئون قواربهم بالهواء تمهيدا للعبور ، يسمع احد الجنود صوت طائرات تقترب ، فيسأل قائده في قلق وخوف (( ننزل الدشمه يا فندم ؟؟ شكلها طيارات يهودي ))
فيصمت القائد الشاب وينظر الي تلك الطائرات المقبله من الغرب قائلا وهو يبتسم (( دول نسورنا ))
ووسط صمت مطبق علي ضفه القناه يعبر سرب الاشباح فوق رؤوس الجنود مطيحا بست سنوات من الانتظار والترقب وواضعا أمل وحماسه لا حدود لهما في قلب كل جندي وعلي الارض يشاهد نسور مصر يعبرون القناه في شجاعه وثقه متجهين نحو اهدافهم ، فتتعالي الجبهه في وقت واحد وبصوت رجل واحد
(( الله أكبر )) ، ويبتسم القائد الشاب وهو ينظر لجنوده في حماس ويساعدهم في ملئ القوارب بالهواء.
وفي الثانيه والدقيقه الخامسه يدوي صوت احمد في غرفه عمليات القوات الجويه
(( الاشباح عبرت القناه )) قالها احمد في ثقه وهدوء تام ، وبعد ثوان تنخفض الطائرات اكثر ، فالطريق امامهم خال من العوائق كما تدربوا وخططوا لتلك اللحظه و ينقرد محمد بالمقدمه كما خُطط تماما ويلقي بخزان الوقود الاضافي لزياده سرعته وتتزايد المسافه بينه وبين زملائه بسرعه
كانت عيني احمد تنظر من ان لاخر الي طياريه في طائراتهم مطمئنا عليهم ، ثم باشارة اخري من يدة بدأ السرب في ابطاء سرعته تاركين لمحمد فرصه لقصف رادار موقع الهوك المدافع عن مركز القياده
(( النسر الاصلع – الهدف علي مرمي البصر ))
رد احمد (( ربنا معاك ))
وبعد ثانيه واحده يصل صوت محمد حاملا كارثه لاحمد وللجميع (( المحرك وقف !!!! ))
ثم اعقب ذلك لحظه صمت يعقبها صوت احمد (( أفد يا نسر عن اصابتك ))
محمد (( المحرك وقف ومش راضي يدور تاني – انا محتفظ بسرعتي لسه ))
عم الارتباك عقول الجميع في السماء وفي غرفه العمليات بقياده القوات الجويه
وبعد ثانيتين يصل صوت محمد مرة اخري (( النسر الاصلع سيؤدي واجبه حتي الموت – الطريق سيفتح بأي شكل – أشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله - الله اكبر وتحيا مصر ))
ثم لحظه صمت يعقبها انفجار علي الافق يراه احمد من طائرته بوضوح فيأمر رجاله بالاستعداد وبكل حزم يقول (( هنضرب الهدف باي تمن )) ويرد الطيارين متجاوبين بحماسه بعد ان اعدوا اسلحتهم للضرب
الرئيس السادات والفريق سعد الشاذلي في غرفه عمليات القوات المسلحه قبل لحظات من العبورويظهر مقر القياده الاسرائيلي علي الافق وقد غلف الدخان السود سماءة ، وبنظرة خاطفه يلمح طارق رادار بطاريه الهوك يحترق وقد دمر تماما وسوي بالارض ، فيردد بحماس (( الطريق مفتوح يا فندم محمد دخل بطيارته في الرادار )) ومع قمه التركيز يضع احمد الهدف في دائرة الضرب وهو يردد (( الله اكبر- الله اكبر )) ثم يسقط قنابله ، ومن خلفه عمر ثم خالد ووليد في تناغم ، وتتعالي اصوات الانفجارات مدويه في الموقع الذي بدأ كل شبر فيه يحترق من جراء الاصابات الدقيقه ، ويؤكد طارق الاصابات ، ويأمر أحمد بعمل دورة قصف أخري مستخدمين الصواريخ ، وترتفع الطائرات وتقوم بعمل دورة رأسيه وتتخذ زاويه ضرب مطلقه صواريخها وهي تتجه غربا تاركه من خلفها اعمده الدخان الاسود تشق عنان السماء ، التحمت الطائرات في السماء عائده والصمت والسعاده تغلف كل منهم حتي أقتربت القناه مرة اخري وظهرت قوارب المشاه تهم بالنزول للعبور
وبينما طائرات السرب تتجه لمطارها ، أحس احمد بانه اصبح حرا طليقا ، خفيفا كالريشه بعد أن أرضي ضميرة وبدأ يأخذ فعليا بالثأر لاخوانه وزملائه ، لحظتها فقط ملئت الراحه جوانبه وعاد البريق لعينيه بعد ان غاب ست سنوات كامله
وفي غرفه عمليات القوات الجويه يأتي صوت أحمد عاليا مسموعا لكل من بها
((سرب الاشباح نفذ مهمته بنجاح – تم تدمير الهدف – خسرنا طائرة واحده - النسر الاصلع أستشهد – تحـــيا مــصـــــــــر))
الخميس نوفمبر 06, 2014 9:50 am من طرف دهب ايلول
» الظلم والفساد المنتشر فى الشركه
الأربعاء أكتوبر 22, 2014 7:06 pm من طرف هيرو
» الى المهندس / محمد فتحى موسى
الجمعة أكتوبر 10, 2014 11:13 pm من طرف براء
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه
الأحد أغسطس 17, 2014 12:50 pm من طرف براء
» ممكن استفسار بعد اذنكم ضرووووووووري
الثلاثاء أغسطس 05, 2014 1:32 am من طرف أحمد جوده
» كل عام و انتم بخير
الثلاثاء يوليو 22, 2014 9:49 pm من طرف سعيد عبدالهادى
» موقع وموقف منتدي انابيب البترول
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:38 pm من طرف محمد سعد
» صندوق الزماله كلاكيت تانى مره
الثلاثاء مايو 13, 2014 1:36 am من طرف مجدى عبد التواب سيد أحمد
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه القصوى
الإثنين مايو 05, 2014 8:28 pm من طرف براء