والله يضاعف لمن يشاء الصدقة وبذل المال إلى الفقراء والمحتاجين سبب لتعظيم الأجر ومضاعفة الثواب:
يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات... بهذا تواترت النصوص وعليه تظافرت؛
فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصدقة أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد:
قوله تعالى: ]إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ[ [الحديد: 18].
وقوله تعالى : ]منذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[
[البقرة: 245].
قال ابن الجوزي رحمه الله مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: (سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به، إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به)([1]).
وقوله تعالى: ]الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ [البقرة: 261].
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة:
عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليبه وسلم :يقول : «ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه. قال : «ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر – أو كلمة نحوها-»([2]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه:قال: قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :«ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله»([3]).
والصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض:
ويدل لذلك قوله صلى الله عليبه وسلم : «داووا مرضاكم بالصدقة»([4]).
ولما تقرح وجه أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك قريباً من سنة سأل أهل الخير الدعاء له فأكثروا من ذلك، ثم تصدق على المسلمين بوضع سقاية بنيت على باب داره وصب فيها الماء فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وأظهر الله شفاءه وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان.
والأمر كما قال المناوي رحمه الله: (وقد جرب ذلك – أي التداوي بالصدقة – فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه ([5])؛ وليس هذا فحسب، بل إن بعض السلف كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن صاحبها الآفات والشدائد ولو كان ظالماً، قال إبراهيم النخعي : (كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل الظلوم)([6]).
قصة معاصرة يتبين فيها شيء من عجائب الصدقة:
أبو سارة مهندس ميكانيكي حصل على وظيفة بمرتب شهري 9 آلاف ريال، ولكنه رغم أن راتبه عال ولديه بيت ملك لاحظ أن الراتب يذهب بسرعة ولا يعلم كيف.
يقول : سبحان الله؛ والله لا أدري أين يذهب هذا الراتب، وكل شهر أقول الآن سأبدأ التوفير واكتشف أنه يذهب، إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بتخصيص مبلغ بسيط من راتبي للصدقة، وبالفعل خصصت مبلغ 500 ريال من الراتب للصدقة، والله من أول شهر بقي 2000 ريال بالرغم أن الفواتير والمصاريف نفسها لم تتغير، فرحت كثيراً وقلت سأزيد التخصيص من 500 إلى 900 ريال وبعد مضي خمسة أشهر أتاني خبر بأنه سوف يتم زيادة راتبي والحمد لله هذا فضل من ربي عاجز عن شكره؛ فبفضل الصدقة ألاحظ البركة في مالي وأهلي وجميع أموري، وجربوا فستجدون ما أقول لكم وأكثر.
وعجائب الصدقة لا تنقضي وصدق رسول الله صلى الله عليبه وسلم :إذ يقول : «ما نقص مال عبد من صدقة» ([7]) بل يبارك له فيه بما يجبر نقصه الحسي.
القرض الحسن، وإنظار المعسر:
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليبه وسلم :قال: «ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة»([8]).
عن حذيفة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :«تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا : أعملت من الخير شيئاً ؟ قال : لا. قالوا : تذكر. قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوَّزوا عن الموسر، قال : قال الله عز وجل: تجوزوا عنه»([9]).
إطعام الطعام:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليبه وسلم :: أي الإسلام خير؟ قال : «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»([10]).
وعن عبد الله بن سلامرضي الله عنه: قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :المدينة انجفل [أي أسرعوا] الناس إليه، وقيل : قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :، قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليبه وسلم : عرفت أن وجهه ليس كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال : «أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»([11]).
عن أبي موسى رضي الله عنه:قال : قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :: «فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض»([12]).
وعنه رضي الله عنه:قال: قال النبي صلى الله عليبه وسلم : : «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم»([13]).
قوله : «إذا أرملوا» أي : فني زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل من القلة، وفي الحديث فضيلة الإيثار والمواساة، واستحباب خلط الزاد في السفر وفي الإقامة أيضا. والله أعلم ([14]).
الإحسان إلى الأيتام:
قال تعالى: ]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ[ [النساء: 36].
كافل اليتيم في الجنة مع النبي محمد صلى الله عليبه وسلم ::
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:عن النبي صلى الله عليبه وسلم : قال : «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ([15]).
وقد أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل بأن يحسنوا إلى اليتامى؛ حيث قال سبحانه : ]وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ[ [البقرة: 83] ونحن أحق منهم بهذا الفضل.
فمن أراد أن يلين قلبه ويدرك حاجته، فليرحم اليتيم، وليمسح رأسه، وليطعمه من طعامه.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه:قال: أتى النبي صلى الله عليبه وسلم : رجل يشكو قسوة قلبه، قال: «أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟! ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلين قلبك وتدرك حاجتك»([16]).
قال أحد السلف : (كنت في بداية أمري مكباً على المعاصي، وشرب الخمر، فظفرت يوماً بصبي يتيم فقير، فأخذته وأحسنت إليه، وأطعمته، وكسوته، وأدخلته الحمام، وأزلت شعثه، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر، فبت ليلة بعد ذلك، فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت، ودعيت إلى الحساب، وأمر بي إلى الناس لسوء ما كنت عليه من المعاصي، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحباً إلى النار، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال: خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي، فإنه قد أحسن إليَّ وأكرمني. فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك. وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه. قال: فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام)([17]).
السعي على الأرملة والمسكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليبه وسلم :: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار»([18]).
قوله : «الساعي على الأرملة»: قال النووي رحمه الله: (المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما، والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا). وقيل: التي فارقها زوجها. قال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج.
«والمسكين» هو من لا شيء له، وقيل: من له بعض الشيء، وقد يقع على الضعيف، وفي معناه الفقير؛ بل بالأولى عند بعضهم، «كالمجاهد في سبيل الله»؛ أي ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاد؛ فإن المال شقيق الروح، وفي بذله مخالفة النفس ومطالبة رضا الرب ([19]).
([1])زاد المسير (1/290).
([2]) رواه الترمذي (2325) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (16).
([3]) رواه مسلم (1014).
([4]) رواه البيهقي (2/193) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3358).
([5]) فيض القدير (3/687).
([6]) رواه البيهقي في شعب الإيمان (3559).
([7]) رواه الترمذي (2325) وصححه الألباني في الترغيب (858).
([8]) رواه ابن ماجه (2430) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (901).
([9]) رواه مسلم (1560).
([10]) رواه البخاري (12) ومسلم (39).
([11]) رواه الترمذي (2485) صححه الألباني في الترغيب (949).
([12]) رواه البخاري (2881).
([13]) رواه البخاري (2354).
([14]) انظر فتح الباري (5/130).
([15]) رواه البخاري (4998).
([16]) انظر مصنف عبد الرزاق (11/97) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2544).
([17]) الكبائر (65).
([18]) رواه البخاري (5038).
([19]) انظر شرح مسلم (18/112).
يربي الله الصدقات، ويضاعف لأصحابها المثوبات، ويعلي الدرجات... بهذا تواترت النصوص وعليه تظافرت؛
فمن الآيات الكريمات الدالة على أن الصدقة أضعاف مضاعفة وعند الله مزيد:
قوله تعالى: ]إِنَّ الْمُصَّدِّقِينَ وَالْمُصَّدِّقَاتِ وَأَقْرَضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعَفُ لَهُمْ وَلَهُمْ أَجْرٌ كَرِيمٌ[ [الحديد: 18].
وقوله تعالى : ]منذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ[
[البقرة: 245].
قال ابن الجوزي رحمه الله مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: (سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به، إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به)([1]).
وقوله تعالى: ]الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِئَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ[ [البقرة: 261].
ومن الأحاديث الدالة على عظم أجر الصدقة:
عن أبي كبشة الأنماري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليبه وسلم :يقول : «ثلاثة أقسم عليهن وأحدثكم حديثاً فاحفظوه. قال : «ما نقص مال عبد من صدقة ولا ظلم عبد مظلمة فصبر عليها إلا زاده الله عزاً، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر – أو كلمة نحوها-»([2]).
عن أبي هريرة رضي الله عنه:قال: قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :«ما تصدق أحد بصدقة من طيب ولا يقبل الله إلا الطيب إلا أخذها الرحمن بيمينه، وإن كان تمرة فتربو في كف الرحمن حتى تكون أعظم من الجبل كما يربى أحدكم فلوه أو فصيله»([3]).
والصدقة تحفظ البدن وتدفع عن صاحبها البلايا والأمراض:
ويدل لذلك قوله صلى الله عليبه وسلم : «داووا مرضاكم بالصدقة»([4]).
ولما تقرح وجه أبي عبد الله الحاكم صاحب المستدرك قريباً من سنة سأل أهل الخير الدعاء له فأكثروا من ذلك، ثم تصدق على المسلمين بوضع سقاية بنيت على باب داره وصب فيها الماء فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وأظهر الله شفاءه وزالت تلك القروح وعاد وجهه إلى أحسن ما كان.
والأمر كما قال المناوي رحمه الله: (وقد جرب ذلك – أي التداوي بالصدقة – فوجدوا الأدوية الروحانية تفعل ما لا تفعله الأدوية الحسية، ولا ينكر ذلك إلا من كثف حجابه ([5])؛ وليس هذا فحسب، بل إن بعض السلف كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن صاحبها الآفات والشدائد ولو كان ظالماً، قال إبراهيم النخعي : (كانوا يرون أن الصدقة تدفع عن الرجل الظلوم)([6]).
قصة معاصرة يتبين فيها شيء من عجائب الصدقة:
أبو سارة مهندس ميكانيكي حصل على وظيفة بمرتب شهري 9 آلاف ريال، ولكنه رغم أن راتبه عال ولديه بيت ملك لاحظ أن الراتب يذهب بسرعة ولا يعلم كيف.
يقول : سبحان الله؛ والله لا أدري أين يذهب هذا الراتب، وكل شهر أقول الآن سأبدأ التوفير واكتشف أنه يذهب، إلى أن نصحني أحد الأصدقاء بتخصيص مبلغ بسيط من راتبي للصدقة، وبالفعل خصصت مبلغ 500 ريال من الراتب للصدقة، والله من أول شهر بقي 2000 ريال بالرغم أن الفواتير والمصاريف نفسها لم تتغير، فرحت كثيراً وقلت سأزيد التخصيص من 500 إلى 900 ريال وبعد مضي خمسة أشهر أتاني خبر بأنه سوف يتم زيادة راتبي والحمد لله هذا فضل من ربي عاجز عن شكره؛ فبفضل الصدقة ألاحظ البركة في مالي وأهلي وجميع أموري، وجربوا فستجدون ما أقول لكم وأكثر.
وعجائب الصدقة لا تنقضي وصدق رسول الله صلى الله عليبه وسلم :إذ يقول : «ما نقص مال عبد من صدقة» ([7]) بل يبارك له فيه بما يجبر نقصه الحسي.
القرض الحسن، وإنظار المعسر:
عن ابن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليبه وسلم :قال: «ما من مسلم يقرض مسلما قرضا مرتين إلا كان كصدقتها مرة»([8]).
عن حذيفة رضي الله عنه: قال: قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :«تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا : أعملت من الخير شيئاً ؟ قال : لا. قالوا : تذكر. قال: كنت أداين الناس فآمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجوَّزوا عن الموسر، قال : قال الله عز وجل: تجوزوا عنه»([9]).
إطعام الطعام:
عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلا سأل النبي صلى الله عليبه وسلم :: أي الإسلام خير؟ قال : «تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف»([10]).
وعن عبد الله بن سلامرضي الله عنه: قال : لما قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :المدينة انجفل [أي أسرعوا] الناس إليه، وقيل : قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :، قدم رسول الله صلى الله عليبه وسلم :، فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله صلى الله عليبه وسلم : عرفت أن وجهه ليس كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال : «أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»([11]).
عن أبي موسى رضي الله عنه:قال : قال رسول الله صلى الله عليبه وسلم :: «فكوا العاني - يعني الأسير - وأطعموا الجائع وعودوا المريض»([12]).
وعنه رضي الله عنه:قال: قال النبي صلى الله عليبه وسلم : : «إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم»([13]).
قوله : «إذا أرملوا» أي : فني زادهم، وأصله من الرمل كأنهم لصقوا بالرمل من القلة، وفي الحديث فضيلة الإيثار والمواساة، واستحباب خلط الزاد في السفر وفي الإقامة أيضا. والله أعلم ([14]).
الإحسان إلى الأيتام:
قال تعالى: ]وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ[ [النساء: 36].
كافل اليتيم في الجنة مع النبي محمد صلى الله عليبه وسلم ::
عن سهل بن سعد رضي الله عنه:عن النبي صلى الله عليبه وسلم : قال : «أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى ([15]).
وقد أخذ الله الميثاق على بني إسرائيل بأن يحسنوا إلى اليتامى؛ حيث قال سبحانه : ]وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ[ [البقرة: 83] ونحن أحق منهم بهذا الفضل.
فمن أراد أن يلين قلبه ويدرك حاجته، فليرحم اليتيم، وليمسح رأسه، وليطعمه من طعامه.
فعن أبي الدرداء رضي الله عنه:قال: أتى النبي صلى الله عليبه وسلم : رجل يشكو قسوة قلبه، قال: «أتحب أن يلين قلبك، وتدرك حاجتك؟! ارحم اليتيم وامسح رأسه وأطعمه من طعامك، يلين قلبك وتدرك حاجتك»([16]).
قال أحد السلف : (كنت في بداية أمري مكباً على المعاصي، وشرب الخمر، فظفرت يوماً بصبي يتيم فقير، فأخذته وأحسنت إليه، وأطعمته، وكسوته، وأدخلته الحمام، وأزلت شعثه، وأكرمته كما يكرم الرجل ولده بل أكثر، فبت ليلة بعد ذلك، فرأيت في النوم أن القيامة قد قامت، ودعيت إلى الحساب، وأمر بي إلى الناس لسوء ما كنت عليه من المعاصي، فسحبتني الزبانية ليمضوا بي إلى النار، وأنا بين أيديهم حقير ذليل يجرونني سحباً إلى النار، وإذا بذلك اليتيم قد اعترضني بالطريق وقال: خلوا عنه يا ملائكة ربي حتى أشفع له إلى ربي، فإنه قد أحسن إليَّ وأكرمني. فقالت الملائكة : إنا لم نؤمر بذلك. وإذا النداء من قبل الله تعالى يقول: خلوا عنه فقد وهبت له ما كان منه بشفاعة اليتيم وإحسانه إليه. قال: فاستيقظت وتبت إلى الله عز وجل وبذلت جهدي في إيصال الرحمة إلى الأيتام)([17]).
السعي على الأرملة والمسكين:
عن أبي هريرة رضي الله عنه: قال النبي صلى الله عليبه وسلم :: «الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار»([18]).
قوله : «الساعي على الأرملة»: قال النووي رحمه الله: (المراد بالساعي الكاسب لهما العامل لمؤنتهما، والأرملة من لا زوج لها سواء تزوجت قبل ذلك أم لا). وقيل: التي فارقها زوجها. قال ابن قتيبة: سميت أرملة لما يحصل لها من الإرمال وهو الفقر وذهاب الزاد بفقد الزوج.
«والمسكين» هو من لا شيء له، وقيل: من له بعض الشيء، وقد يقع على الضعيف، وفي معناه الفقير؛ بل بالأولى عند بعضهم، «كالمجاهد في سبيل الله»؛ أي ثواب القائم بأمرهما وإصلاح شأنهما والإنفاق عليهما كثواب الغازي في جهاد؛ فإن المال شقيق الروح، وفي بذله مخالفة النفس ومطالبة رضا الرب ([19]).
([1])زاد المسير (1/290).
([2]) رواه الترمذي (2325) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (16).
([3]) رواه مسلم (1014).
([4]) رواه البيهقي (2/193) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3358).
([5]) فيض القدير (3/687).
([6]) رواه البيهقي في شعب الإيمان (3559).
([7]) رواه الترمذي (2325) وصححه الألباني في الترغيب (858).
([8]) رواه ابن ماجه (2430) صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (901).
([9]) رواه مسلم (1560).
([10]) رواه البخاري (12) ومسلم (39).
([11]) رواه الترمذي (2485) صححه الألباني في الترغيب (949).
([12]) رواه البخاري (2881).
([13]) رواه البخاري (2354).
([14]) انظر فتح الباري (5/130).
([15]) رواه البخاري (4998).
([16]) انظر مصنف عبد الرزاق (11/97) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (2544).
([17]) الكبائر (65).
([18]) رواه البخاري (5038).
([19]) انظر شرح مسلم (18/112).
الخميس نوفمبر 06, 2014 9:50 am من طرف دهب ايلول
» الظلم والفساد المنتشر فى الشركه
الأربعاء أكتوبر 22, 2014 7:06 pm من طرف هيرو
» الى المهندس / محمد فتحى موسى
الجمعة أكتوبر 10, 2014 11:13 pm من طرف براء
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه
الأحد أغسطس 17, 2014 12:50 pm من طرف براء
» ممكن استفسار بعد اذنكم ضرووووووووري
الثلاثاء أغسطس 05, 2014 1:32 am من طرف أحمد جوده
» كل عام و انتم بخير
الثلاثاء يوليو 22, 2014 9:49 pm من طرف سعيد عبدالهادى
» موقع وموقف منتدي انابيب البترول
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:38 pm من طرف محمد سعد
» صندوق الزماله كلاكيت تانى مره
الثلاثاء مايو 13, 2014 1:36 am من طرف مجدى عبد التواب سيد أحمد
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه القصوى
الإثنين مايو 05, 2014 8:28 pm من طرف براء