مكانة المرأة في الإسلام
محمد لبيب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد, خاتم الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه, ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين, وبعد: لم تعرف البشرية دينا عني بالمرأة أجمل عناية وأتمها مثل الدين الإسلامي, ولم يعرف تاريخ الحضارات الإنسانية حضارة كالحضارة الإسلامية, قامت على أكتاف الرجال والنساء سواء بسواء, فهي الجدة, والأم, والزوجة, والأخت و الابنة: لقد كانت مكانة المرأة في الحضارات القديمة مثل مكانة العبد, مِلكا لأبيها ولزوجها, تباع وتشترى كالسلع التِجارية ويُنظر إليها باحتقار كما لو أنها ليست من بني آدم. وما يحدث في الحضارة الغربية المعاصرة إنما هو رد فعل للحضارات القديمة, و كلا طرفي الأمور ذميم, فبينما كان الأول إجحافا و ظلما للمرأة, يسلبها إنسانيتها ويحرمها كل حق لها, فإن رد الفعل المعاصر قد شطح في الجانب المقابل, فأعطى لها ما ليس لها, فتحملت ما ليس لها وما لا يناسبها, بل هو مفسد لها وللمجتمع, وإن كان قد أزال كثيرا من ألوان الظلم الذي كان واقعا عليها, ولكنه لم يقف عند نقطة الوسط الموزونة, فنجد أنه استبدل انحرافا بانحراف حين أعطاها حق الفساد الخلقي باسم الحرية الشخصية, فانحلت الأسرة, ومنه تخلخل المجتمع, وانتشر الفساد فيه تباعا. أما في مقابل ذلك, فنجد أن الإسلام هو الدين الوسط, وهو صراط الله المستقيم, والمنهج الصحيح البريء من انحرافات البشر, لقد اهتم بالمرأة ومكانتها, فقد حظيت المرأة في الإسلام بمكانة لم تحظَ بمثلها في أي شرع سماوي سابق, ولا أي مجتمع إنساني آخر. المرأة في الحضارة اليونانية القديمة: كانت المرأة في الحضارة اليونانية القديمة تباع وتشترى وكأنها سلعة, وكانت (أثينا) تعترف بالبِغاء رسميا, وتفرض ضريبة على ممارسته, وكانت المرأة مسلوبة الإرادة والحرية والمكانة, وليس لها حق في الميراث, وهي عندهم ينبوع آلام للإنسان ومصائبه. المرأة عند المصريين القدماء: لم تكن آلهة مصر من الآدميين, إلا رجالا متفوقين, أو نساء متفوقات, خلقوا في صورة عظيمة, وكان الملك يتزوج أخته, أو ابنته أحيانا احتفاظا بالدم. المرأة عند اليهود: كانت المرأة عند اليهود متاعا للرجل, وتتعامل معاملة الصبي والمجنون, وعندما يتوفى زوجها يتزوجها أخوه, أو أبوه, والجمع بين الأختين كان جائزا, وكان الأب يُسمح له أن يبيع ابنته وهي صغيرة, وكانت الفتاة لا ترث إلا إذا لم يترك الأب أحدا من الأبناء, وكان الرجل من اليهود يتزوج أي عدد من النساء كما يريد. المرأة في الحضارة الهندية: كانت المرأة في الحضارة الهندية تعد بعلها ممثلا للآلهة في الأرض, وتعد المرأة العزب والمرأة الأيِّم منبوذتين, والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات, والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها تظل في حداد بقية حياتها, تتعامل معاملة الحيوانات, وأفضل لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها. المرأة عند البابليين: في قوانين حامورابي : أنه إذا طلق الزوج زوجته تلقى في النهر, أو إذا أراد عدم قتلها, نزع ثوبها عن جسمها وطردها خارج منزله نصف عارية, إعلانا منه أنها أصبحت شيئا مباحا لكل إنسان. المرأة عند الرومان: لم يكن للبنت الحق في التملك عند الرومان, وإذا اكتسبت مالا أضيف إلى أموال رب الأسرة وإذا مات زوجها لم يكن لها أن تطالب بأي حق من حقوق زوجها في ماله. المرأة عند النصارى: كانت أفكار الآباء النصارى حربا على الفطرة البشرية, فالمرأة عندهم ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور, وهي باب من أبواب جهنم, ومنها انبجست عيون المصائب الإنسانية جميعا, هي التي أتت بالشقاء إلى الأرض وأهلها, وهي شر لابد منه, وآفة مرغوب فيها, ومحبوبة فتاكة. إن القانون الإنجليزي حتى سنة 1805 م, كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته, وقد حدد ثمن الزوجه (بستة بنسات), فقد حدث أن باع إنجليزي زوجته سنة 1931م بخمس مائة جنيها....( المرأة بين الفقه والقانون ص21, مصطفى السباعي). المرأة في جاهلية العرب: كانت المرأة في الجاهلية تعد من ثروة أبيها وزوجها, وكان ابن الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاته, وإن أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر, أو زوجها لأحد عنده وتَسَلَّم مهرها ممن يتزوجها, وكانت المرأة تُشترى وتُباع كالبهيمة والمتاع, وكانت تُكرَه على الزواج والبِغاء, وكانت تورث ولا ترث, وكان العرب في الجاهلية يقتلون البنات خوفا من العار, وكان بعضهم يدفن بنته حية. المرأة في التشريع الإسلامي: عرض القرآن الكريم الكثير من شؤون المرأة فيما يزيد عن عشر سور, منها سورتان: إحداهما عرفت بالنساء (الكبرى) والأخرى بالنساء (الصغرى), كما نزلت سورة باسم مريم عليها السلام... فالإسلام لم يهضم حق المرأة ولم يسقط منزلتها, فالله تعالى يقول في محكم الآيات : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [ البقرة :228], وللأم منزلة لا تساويها منزلة. فالمساواة حاصلة في الإنسانية:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى } [الحجرات : 13]. وأيضا في التكاليف:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [الأحزاب : 35]. وفي الموالاة والتناصح:{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [ التوبة :71 ]. وفي الثواب والعقاب:{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } [ آل عمران:195]. وفي الحقوق المدنية: فإن كانت المرأة بالغة, يحق لها أن تتعاقد, وتملك العقار والمنقول, وتتصرف فيما تملك, كما حرم الإسلام تزويج البالغة العاقلة بدون رضاها, أو على كره منها. وفي حق التعلم والتعليم: قال الزهري :" لو جُمع علمُ عائشة - رضي الله عنها - إلى علم جميع النساء, لكان علم عائشة أفضل " اه. فقد جمعت رضي الله عنها علوم الفقه, وتاريخ العرب, والطب. قال لها عروة بن الزبير : يا أم المؤمنين, أنا لا أعجب من علمك بالفقه, أقول : زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا من علمك بأيام العرب, أقول : ابنة أبي بكر وكان عنده علم ذلك, ولكني أعجب من علمك الطب ! من أين لكِ هذا ؟ قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرض في آخر أيامه, وكانت تأتيه وفود العرب بالأطباء يصفون له الدواء, وكنت أنا الذي أعطيه الدواء. الإسلام أنصف المرأة في الميراث: فقد منح الإسلام نصف ما للرجل في الميراث لأنه هو الذي ينفق عليها ويدفع لها الصداق, ويعد لها منزل الزوجية, لو فرضنا أن رجل مات وله بنتا وولدا, و أخدت البنت (50) وأخذ الولد (100) فالبنت تأخذ (25) مهرا من رجل آخر عند الزواج, أو أكثر, والابن يدفع (25) مهرا عندما يتزوج, فيستويان. وهناك حالات أخرى يستوي فيها نصيب الجنسين, مثل الأب والأم في وجود الولد, قال تعالى :{ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ } [ النساء :11], ومثل الإخوة والأخوات لأم, وقد تأخذ الأنثى حصة أكبر من الذكر, كأن يتوفى أب ويترك بتنين وزوجة وأخ, فللبنتين الثلثان وللزوجة الثُمُن وللأخ الباقي بالتعصيب, وهناك حالات ترث فيها المرأة أضعاف الرجل, كأن يجتمع أخت شقيقة وعشرة من الأخوة لأب فإن نصيبها يساوي الذكور العشرة. شهادة المرأة: شهادة الرجل تعد شهادة امرأتين, كما أنها على النصف من الميراث, وهذا المبدأ الإلهي, وضعه في التشريع الحكيم الخبير, الذي هو أعرف بطبائع وتكوين خلقه, قال تعالى :{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ الملك :14 ], وقال تعالى :{ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء } [ البقرة : 282], ثم علل سبحانه وتعالى فقال:{ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى }. إن الإسلام راعى الظروف الخاصة بالمرأة, بتكوينها الجسماني, وما يصيبها من هزات نفسية, فينتابها إرهاق حسي وتعب جسدي, بسبب الدورة الشهرية, وحالة الحمل والرضاعة, وهذا الأمر كتبه الله على بنات حواء, ولا دخل لها في شيء من ذلك, هذا عِلاوة على العمل المنزلي ورعاية الأولاد, فهي سريعة التقلب من سيطرة العاطفة عليها وهذا أمر طبعي راجع إلى أصل خلقتها وتكوينها الفطري, فهي (أم) ثم إن شهادتها المنفردة تقبل في كثير من الحالات كالرضاعة والبكارة والوضع, وقد نص القرآن على تساوي شهادتها مع الرجل في آية الملاعنة. لقد اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماما عظيما بالمرأة, وبمكانتها في المجتمع منذ ميلادها حتى وفاتها, بل وبعد وفاتها حيث الجزاء والثواب والعقاب حسب عملها. وصلى الله على النبي محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين
محمد لبيب
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على سيدنا محمد, خاتم الأنبياء والمرسلين, وعلى آله وصحبه, ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين, وبعد: لم تعرف البشرية دينا عني بالمرأة أجمل عناية وأتمها مثل الدين الإسلامي, ولم يعرف تاريخ الحضارات الإنسانية حضارة كالحضارة الإسلامية, قامت على أكتاف الرجال والنساء سواء بسواء, فهي الجدة, والأم, والزوجة, والأخت و الابنة: لقد كانت مكانة المرأة في الحضارات القديمة مثل مكانة العبد, مِلكا لأبيها ولزوجها, تباع وتشترى كالسلع التِجارية ويُنظر إليها باحتقار كما لو أنها ليست من بني آدم. وما يحدث في الحضارة الغربية المعاصرة إنما هو رد فعل للحضارات القديمة, و كلا طرفي الأمور ذميم, فبينما كان الأول إجحافا و ظلما للمرأة, يسلبها إنسانيتها ويحرمها كل حق لها, فإن رد الفعل المعاصر قد شطح في الجانب المقابل, فأعطى لها ما ليس لها, فتحملت ما ليس لها وما لا يناسبها, بل هو مفسد لها وللمجتمع, وإن كان قد أزال كثيرا من ألوان الظلم الذي كان واقعا عليها, ولكنه لم يقف عند نقطة الوسط الموزونة, فنجد أنه استبدل انحرافا بانحراف حين أعطاها حق الفساد الخلقي باسم الحرية الشخصية, فانحلت الأسرة, ومنه تخلخل المجتمع, وانتشر الفساد فيه تباعا. أما في مقابل ذلك, فنجد أن الإسلام هو الدين الوسط, وهو صراط الله المستقيم, والمنهج الصحيح البريء من انحرافات البشر, لقد اهتم بالمرأة ومكانتها, فقد حظيت المرأة في الإسلام بمكانة لم تحظَ بمثلها في أي شرع سماوي سابق, ولا أي مجتمع إنساني آخر. المرأة في الحضارة اليونانية القديمة: كانت المرأة في الحضارة اليونانية القديمة تباع وتشترى وكأنها سلعة, وكانت (أثينا) تعترف بالبِغاء رسميا, وتفرض ضريبة على ممارسته, وكانت المرأة مسلوبة الإرادة والحرية والمكانة, وليس لها حق في الميراث, وهي عندهم ينبوع آلام للإنسان ومصائبه. المرأة عند المصريين القدماء: لم تكن آلهة مصر من الآدميين, إلا رجالا متفوقين, أو نساء متفوقات, خلقوا في صورة عظيمة, وكان الملك يتزوج أخته, أو ابنته أحيانا احتفاظا بالدم. المرأة عند اليهود: كانت المرأة عند اليهود متاعا للرجل, وتتعامل معاملة الصبي والمجنون, وعندما يتوفى زوجها يتزوجها أخوه, أو أبوه, والجمع بين الأختين كان جائزا, وكان الأب يُسمح له أن يبيع ابنته وهي صغيرة, وكانت الفتاة لا ترث إلا إذا لم يترك الأب أحدا من الأبناء, وكان الرجل من اليهود يتزوج أي عدد من النساء كما يريد. المرأة في الحضارة الهندية: كانت المرأة في الحضارة الهندية تعد بعلها ممثلا للآلهة في الأرض, وتعد المرأة العزب والمرأة الأيِّم منبوذتين, والمنبوذ عندهم في رتبة الحيوانات, والمرأة الهندوسية إذا فقدت زوجها تظل في حداد بقية حياتها, تتعامل معاملة الحيوانات, وأفضل لها أن تقذف نفسها في النار التي يحرق بها جثمان زوجها. المرأة عند البابليين: في قوانين حامورابي : أنه إذا طلق الزوج زوجته تلقى في النهر, أو إذا أراد عدم قتلها, نزع ثوبها عن جسمها وطردها خارج منزله نصف عارية, إعلانا منه أنها أصبحت شيئا مباحا لكل إنسان. المرأة عند الرومان: لم يكن للبنت الحق في التملك عند الرومان, وإذا اكتسبت مالا أضيف إلى أموال رب الأسرة وإذا مات زوجها لم يكن لها أن تطالب بأي حق من حقوق زوجها في ماله. المرأة عند النصارى: كانت أفكار الآباء النصارى حربا على الفطرة البشرية, فالمرأة عندهم ينبوع المعاصي وأصل السيئة والفجور, وهي باب من أبواب جهنم, ومنها انبجست عيون المصائب الإنسانية جميعا, هي التي أتت بالشقاء إلى الأرض وأهلها, وهي شر لابد منه, وآفة مرغوب فيها, ومحبوبة فتاكة. إن القانون الإنجليزي حتى سنة 1805 م, كان يبيح للرجل أن يبيع زوجته, وقد حدد ثمن الزوجه (بستة بنسات), فقد حدث أن باع إنجليزي زوجته سنة 1931م بخمس مائة جنيها....( المرأة بين الفقه والقانون ص21, مصطفى السباعي). المرأة في جاهلية العرب: كانت المرأة في الجاهلية تعد من ثروة أبيها وزوجها, وكان ابن الرجل يرث أرملة أبيه بعد وفاته, وإن أراد أن يتزوجها تزوجها بدون مهر, أو زوجها لأحد عنده وتَسَلَّم مهرها ممن يتزوجها, وكانت المرأة تُشترى وتُباع كالبهيمة والمتاع, وكانت تُكرَه على الزواج والبِغاء, وكانت تورث ولا ترث, وكان العرب في الجاهلية يقتلون البنات خوفا من العار, وكان بعضهم يدفن بنته حية. المرأة في التشريع الإسلامي: عرض القرآن الكريم الكثير من شؤون المرأة فيما يزيد عن عشر سور, منها سورتان: إحداهما عرفت بالنساء (الكبرى) والأخرى بالنساء (الصغرى), كما نزلت سورة باسم مريم عليها السلام... فالإسلام لم يهضم حق المرأة ولم يسقط منزلتها, فالله تعالى يقول في محكم الآيات : { وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ، وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ } [ البقرة :228], وللأم منزلة لا تساويها منزلة. فالمساواة حاصلة في الإنسانية:{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى } [الحجرات : 13]. وأيضا في التكاليف:{ إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ } [الأحزاب : 35]. وفي الموالاة والتناصح:{ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ } [ التوبة :71 ]. وفي الثواب والعقاب:{ فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِّنكُم مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى بَعْضُكُم مِّن بَعْضٍ } [ آل عمران:195]. وفي الحقوق المدنية: فإن كانت المرأة بالغة, يحق لها أن تتعاقد, وتملك العقار والمنقول, وتتصرف فيما تملك, كما حرم الإسلام تزويج البالغة العاقلة بدون رضاها, أو على كره منها. وفي حق التعلم والتعليم: قال الزهري :" لو جُمع علمُ عائشة - رضي الله عنها - إلى علم جميع النساء, لكان علم عائشة أفضل " اه. فقد جمعت رضي الله عنها علوم الفقه, وتاريخ العرب, والطب. قال لها عروة بن الزبير : يا أم المؤمنين, أنا لا أعجب من علمك بالفقه, أقول : زوجة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا من علمك بأيام العرب, أقول : ابنة أبي بكر وكان عنده علم ذلك, ولكني أعجب من علمك الطب ! من أين لكِ هذا ؟ قالت : إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرض في آخر أيامه, وكانت تأتيه وفود العرب بالأطباء يصفون له الدواء, وكنت أنا الذي أعطيه الدواء. الإسلام أنصف المرأة في الميراث: فقد منح الإسلام نصف ما للرجل في الميراث لأنه هو الذي ينفق عليها ويدفع لها الصداق, ويعد لها منزل الزوجية, لو فرضنا أن رجل مات وله بنتا وولدا, و أخدت البنت (50) وأخذ الولد (100) فالبنت تأخذ (25) مهرا من رجل آخر عند الزواج, أو أكثر, والابن يدفع (25) مهرا عندما يتزوج, فيستويان. وهناك حالات أخرى يستوي فيها نصيب الجنسين, مثل الأب والأم في وجود الولد, قال تعالى :{ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ } [ النساء :11], ومثل الإخوة والأخوات لأم, وقد تأخذ الأنثى حصة أكبر من الذكر, كأن يتوفى أب ويترك بتنين وزوجة وأخ, فللبنتين الثلثان وللزوجة الثُمُن وللأخ الباقي بالتعصيب, وهناك حالات ترث فيها المرأة أضعاف الرجل, كأن يجتمع أخت شقيقة وعشرة من الأخوة لأب فإن نصيبها يساوي الذكور العشرة. شهادة المرأة: شهادة الرجل تعد شهادة امرأتين, كما أنها على النصف من الميراث, وهذا المبدأ الإلهي, وضعه في التشريع الحكيم الخبير, الذي هو أعرف بطبائع وتكوين خلقه, قال تعالى :{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } [ الملك :14 ], وقال تعالى :{ وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء } [ البقرة : 282], ثم علل سبحانه وتعالى فقال:{ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى }. إن الإسلام راعى الظروف الخاصة بالمرأة, بتكوينها الجسماني, وما يصيبها من هزات نفسية, فينتابها إرهاق حسي وتعب جسدي, بسبب الدورة الشهرية, وحالة الحمل والرضاعة, وهذا الأمر كتبه الله على بنات حواء, ولا دخل لها في شيء من ذلك, هذا عِلاوة على العمل المنزلي ورعاية الأولاد, فهي سريعة التقلب من سيطرة العاطفة عليها وهذا أمر طبعي راجع إلى أصل خلقتها وتكوينها الفطري, فهي (أم) ثم إن شهادتها المنفردة تقبل في كثير من الحالات كالرضاعة والبكارة والوضع, وقد نص القرآن على تساوي شهادتها مع الرجل في آية الملاعنة. لقد اهتمت الشريعة الإسلامية اهتماما عظيما بالمرأة, وبمكانتها في المجتمع منذ ميلادها حتى وفاتها, بل وبعد وفاتها حيث الجزاء والثواب والعقاب حسب عملها. وصلى الله على النبي محمد, وعلى آله وصحبه وسلم, والحمد لله رب العالمين
الخميس نوفمبر 06, 2014 9:50 am من طرف دهب ايلول
» الظلم والفساد المنتشر فى الشركه
الأربعاء أكتوبر 22, 2014 7:06 pm من طرف هيرو
» الى المهندس / محمد فتحى موسى
الجمعة أكتوبر 10, 2014 11:13 pm من طرف براء
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه
الأحد أغسطس 17, 2014 12:50 pm من طرف براء
» ممكن استفسار بعد اذنكم ضرووووووووري
الثلاثاء أغسطس 05, 2014 1:32 am من طرف أحمد جوده
» كل عام و انتم بخير
الثلاثاء يوليو 22, 2014 9:49 pm من طرف سعيد عبدالهادى
» موقع وموقف منتدي انابيب البترول
الثلاثاء يوليو 01, 2014 10:38 pm من طرف محمد سعد
» صندوق الزماله كلاكيت تانى مره
الثلاثاء مايو 13, 2014 1:36 am من طرف مجدى عبد التواب سيد أحمد
» الى رئيس مجلس الادارة للأهميه القصوى
الإثنين مايو 05, 2014 8:28 pm من طرف براء